جمال أسعد يكتب: ماذا تريدون من مصر

جمال أسعد
جمال أسعد

بداية أن حرية ابدأ الرأى والراى الاخر هو حق دستورى يتيح الخلاف مع النظم السياسية أيا كانت على أرضية سياسية وايدلوجية . أما فى الظروف الطارئة والاستثنائية التى يمر بها الوطن وعلى كل المستويات الداخلية والخارجية فهذه تتطلب حالة توحد وطنى يؤجل الخلافات السياسية والايدلوجية ضمانا لسلامة الوطن الذى هو وطن للجميع . 

ولاشك أن تلك الظروف تؤكد بعيدا عن نظرية المؤامرة (الموجودة طوال التاريخ) . تؤكد على المحاصرة التى يشارك فيها أطراف متعددة (لأسقاط مصر)  من الجنوب والغرب والشرق واخيرا مايتم فى غزة من إبادة جماعية للشعب الفلسطينى . فبالنسبة للقضية الفلسطينية ومنذ البداية ونحن نسمع شعارات من دول عربية وإسلامية تؤكد أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب والمسلمين . ولكن على أرض الواقع لانرى غير الرفض والشجب لما يحدث .

أما مصر فهى الدولة التى دفعت ولاتزالت تدفع الثمن عسكريا وغير عسكريا فى سبيل القضية . واذا كانت مصر تدافع عن أمنها القومى المشترك مع فلسطين . فاسرائيل صنعت لا لكى تكون حدودها من النيل للفرات فحسب ولكن لكى تكون مخلب استعماري يحقق مصالحهم الاستعمارية فى منطقة ماتم تسميتها بالشرق الأوسط الكبير أى الذى يضم كل الدول العربية والإسلامية.

ومنذ البداية كان معلنا عن عملية التهجير القسري أو الطوعى إلى سيناء مقابل تسهيلات اقتصادية لمصر وقد تم إعلان هذا لمصر مباشرتا . وهذه الخطة كانت قد عرضت على مبارك وتم رفضها وعلى الإخوان وتم قبولها (حين قال المرشد أن الأرض إسلامية ولكل المسلمين) ولكن كانت ٣٠ يونيو التى أسقطت المخطط حينها . هنا ومنذ البداية رفضت مصر العرض حماية ليس لإنهاء القضية ولكن حماية لإنهاء الشعب الفلسطينى حتى يتم تأكيد مقولة (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض).

إضافة للحفاظ على السيادة المصرية على أراضيها . اعلن الرفض ولازال كما أن مصر قامت بدورها فى ادخال المساعدات عبر معبر رفح مع تشدد اسرائيل بعدم دخولها من الجانب الفلسطينى المسيطرة عليه كمحتل . والعالم كله شاهد هذا . والان لاتزال الاستفزازات الاسرائلية تتتوالى على مصر لجرها إلى حرب ليس وقتها الان ( والجميع يدرك ذلك ). من خلال الاستمرار فى سحق الفلسطينيون فى رفح حتى يتم التهجير القسري فتكون مصر بين شقى الرحى . اما أنها تمنع التهجير بمزيد من التصدى وهذا غير مطلوب ولا مقبول .

اما تسلم بانتهاك سيادتها على أراضيها تحقيقا لمصلحة اسرائيل . وطبعا لا هذا ولا ذاك . ناهيك عن التهديد باحتلال ممر فلادلفيا وكل هذا لايجعل هناك حل غير  المواجهة العسكرية وهذا هو ما تريده اسرائيل ومن هم وراءها . فماذا تريدون من مصر ؟ هل ندخل فى مواجهة عسكرية مع اسرائيل ومن يساندها بل قل ضد القوى الاستعمارية التى تم حشدها فى المنطقة بطريقة غير مسبوقة ؟ وماذا تكون النتيجة ؟
ولماذا يتم ترديد تقولات من لايريدون لمصر الخير بل يسعون إلى خرابها عندما يقال إن مصر تقوم بعمل منطقة عازلة لكى تستقبل التهجير ؟ فى الوقت الذى يتم فيه رفض ذلك رسميا .

هل هذا يتوافق مع ذلك الأوحد الوطنى المطلوب الان من الجميع ؟ هل المطلوب من مصر فقط التضحية بكل ما تملك ولا تملك دون غيرها من المتفرجين علينا وعلى القضية ؟ اين الموقف من قضية محكمة العدل الدولية ؟ اين التلويح حتى بتهديد المصالح الأمريكية ؟ اين المواقف العربية والإسلامية العملية لا الشعاراتية الان والان فقط ؟ لن تحل القضية بالمساومات فلكل مصالحه التى يدافع عنها . فاين نحن من مصالحنا بل من تواجدنا ؟ حمى الله مصر وشعبها العظيم .